الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعد الزوبعة التي أثارها لطفي العبدلي بتهكمه على المنصف المرزوقي: كـــومـيـديــون منقسمــون بـيـن حرية التعبـيــر والخطــوط الحمراء

نشر في  22 جانفي 2014  (11:32)

ما من مرّة يمّر فيها الممثل لطفي العبدلي في برنامج تلفزي الا ويثير ضجة اعلامية وتلحقه انتقادات لاذعة، للتابين الأراء حوله بين مشجّع ومعتبر ان كل ما يأتي به العبدلي يدخل في خانة حرية التعبير وبين رافض لتصرفاته ومنتقد لها ومعتبر ان أعماله لا تمت للابداع بصلّة، ولعل ما جاء به العبدلي في برنامج «التاسعة مساء» لمقدمه معز بن غربية على قناة التونسية وتهكمّه على رئيس الجمهورية بطريقة رأى فيها البعض تجاوز لكل الخطوط الحمراء رأت اخبار الجمهورية ان تسلّط الضوء على هذا الملف أن تتحدث مع أهل القطاع من الكوميديين حول معادلة الخطوط الحمراء وحرية التعبير وهل كل ما يقال ويسمح به على خشبة المسرح مسموح بتمريره في التلفزة ..فكان لنا اتصال بكل من وجيهة الجندوبي ولمين النهدي ورؤوف بن يغلان ومحمد علي النهدي وفؤاد لتيم وفرحات هنانة فكان لكل واحد منه رأيه الخاص في الموضوع... وجيهة الجندوبي: «ذلك هو العبدلي» الممثلة وجيهة الجندوبي رأت ان ما أتاه الممثل لطفي العبدلي طبيعي خاصة وان العبدلي عرف بأسلوبه التهكمي والهزلي وقالت: «ذلك هو لطفي العبدلي ومن الصعب جدا ان نطالبه بتغيير اسلوبه كما اعتقد ان العبدلي لم يكن هدفه الاساءة الى شخص رئيس الجمهورية لكنه اراد ان ينتقد صلاحياته بأسلوبه المميّز، وشخصيا انا متأكدة انا كل من يتابع اعمال العبدلي المسرحية لم يلمه لأنه يعرف جيدا ان تلك هي طريقته في التعبير، واما بخصوص كل من يقول ان ما أتاه العبدلي لا يصلح للبث في برنامج تلفزي فأقول له ان الممثل ليس مطالبا بارتداء قناع خاص بالتلفزة وآخر بخشبة المسرح النقد والكوميديا لا يتغيران هي ذاتها مهما اختلف الركح، ثم انا لا اعتقد ان ما بدر من العبدلي بمثل تلك الخطورة التي صورها البعض واطلب من البعض ان يترفعوا قليلا عن مثل تلك التصرفات واوجه كلامي خاصة لمن تجرأ ورفع قضية بالعبدلي هل يعلم هؤلاء ان أعظم رؤساء العالم تعرضوا الى النقد الشديد من قبل ممثلين بل هناك من تم تصويره والسخرية منه في القلابس، اذن ادعو اهل السياسة الى العمل وليتركوا الفنان يقوم بوظيفته ولا اعتقد ان الممثل سيتجرأ على نقد سياسي يبذل كل ما في وسعه لخدمة البلاد». رؤوف بن يغلان: «الحرية لا تعني الرداءة والسخافة والابتذال» الممثل المسرحي رؤوف بن يغلان أكد انه ليس معني بالموضوع وذلك لأن العبدلي لم يقدم عملا مسرحيا او جزءا منه او عمل ابداعي خلال حصة التاسعة مساء ليقوم بالادلاء برأيه في ما قدّمه، مضيفا ان ما قام به العبدلي خلال برنامج سياسي هو موقفه الخاص وبامكان الرأي العام والصحافة تقييمه وبيّن بن يغلان انه لا يتفق مع العبدلي في امور كثيرة وانهما لا يسلكان نفس المنحى، كما أفادنا ان القضية الرئيسية حسب اعتقاده تكمن في كيفية التعامل مع حرية التعبير هل بالاستخفاف والاستهتار ام بالاحترام الممزوج بالجرأة وقال:» تفقد الحريّة معناها عندما يصبح كل شئ مسموحا به . لنقلها صراحة، إنّ ما حدث منذ 14 جانفي و مايحدث الآن من تجاوزات على بعض المنابر الإعلاميّة باسم حريّة التعبير أعتبره بكلّ حسرة, إعتلاء على الحريّة ومسّا بمعانيها السامية وإعتداء على شرف الثورة التى منحتنا،بفضل الشهداء، مكاسبا وحقوقا لم يكن البعض من المنتفعين بها اليوم، في مجالات الرأي و التعبير خاصة، يطالبون بها أو حتى يندّدون بتغييبها. بل أكثر من هذا، هم اليوم قد أصبحوا يسيؤون إليها و يشوّهون القيم التي نادت بها . إن ما يعتبره هؤلاء جرأة في التعبير غالبا ما يكون الرداءة بعينها، و ما يتصوّرونه تحدّيا للممنوع هو في الحقيقة السخافة بعينها . إنّي كفنّان أندّد بكل هذا، و أوضّح بأنّ الأمر لا يتعلّق بما شاهدناه في برنامج التاسعة مساء فقط، بل في عديد البرامج  والقنوات. لقد كانت الجرأة في السّابق تتمثّل في تحّدي السلطة ورموزها أمّا اليوم وبعد فكّ القيود، أصبحت الجرأة الحقيقيّة تتمثّل في قول الحقيقة والإبتعاد عن الرّداءة والسخافة والإبتذال والإستسهال والإستخفاف بالجماهير». لمين النهدي: «حرية التعبير لا حدود لها» لمين النهدي أكد ان حرية التعبير لا حدود لها ولا يجب تجزأتها، مضيفا ان الدول المتقدمة لا تحاكم او تقاضي مبدعا عبّر عن رأيه او موقفه من خلال عمل فني وان البلدان المتخلفة فقط هي التي تضع حدودا للمبدع لا يجب تجاوزها، لمين النهدي بيّن كذلك انه كان على كل من الاعلامي مقداد الماجري وطارق الكحلاوي مواجهة نقد العبدلي بكل رحابة صدر ومناقشته لا الهروب منه وقال: «اللي جابتو ساقيه العصا ليه»، واشار النهدي الى ان الممثل من حقه نقد كل شيء ومن يزعجه ذلك النقد من حقه رفع الأمر الى القضاء اي ان كل شخص يتحمل مسؤولية أعماله، واردف النهدي قائلا: «ان الاشكال يكمن في ان ساستنا لم يتعلموا بعد اصول العمل السياسي فهم يجهلون ان هناك من السياسيين من يطالبون الفنانين بنقدهم في اعمالهم الفنية كنوع من الدعاية لهم خاصة مع اقتراب حملاتهم الانتخابية». وختم النهدي بالتأكيد ان ما جاء على لسان العبدلي هو ما يردّده الشارع التونسي يوميا قائلا:» نحن نتمنى ان ينقل كل ما يقال في الشارع التونسي الى التلفزة ففي السابق كان الشارع يردد كلاما والقنوات التلفزية تروي قصصا اخرى لا علاقة لها بنبض الشارع». فؤاد اللتيم: «اعطني مسرحا اعطك شعبا عظيما» من جهته رأى الممثل فؤاد اللتيم ان كل الضجة التي رافقت حضور لطفي العبدلي في برنامج التاسعة مساء تصب في مصلحة البرنامج أولا واخيرا، مضيفا انه لا يختلف مع لطفي العبدلي في ما أتاه لكن الامر الذي ازعجه نوعا ما هو اصرار العبدلي على اعادة وتكرار نفس الفكرة خلال نفس الحصة ما من شأنه ان يبعث الملل في نفس المشاهد، واشار اللتيم الى ان حضور العبدلي في برنامج سياسي ورغم كل الانتقادات التي رافقت ذلك الحضور فإنه أمر ايجابي لأن المبدع مطالب بتسجيل حضوره في تلك البرامج وابداء رأيه ومناقشة السياسي ونقده كذلك وكان على ضيوف البرنامج تقبل نقد العبدلي ومواجهته عوض الهروب منه.عموما لقد وقع تهويل الموضوع ومنحه اكثر من حجمه بكثير وعلى الساسة ان يطبقوا ما قاله شكسبير:» اعطني مسرحا اعطك شعبا عظيما». فرحات هنانة: «حرية التعبير حقّ مقدّس» الممثل فرحات هنانة أفادنا ان من حق الفنان ابداء رأيه ونقد السياسي واهل القطاع هم من يمتلكون الحق في نقد تصرفاته، مؤكدا أن حرية التعبير حق مقدّس لا يجب المساس به ولا يجب محاسبة او محاكمة الفنان على عمل ابداعي، وبيّن فرحات هنانة انه متعاطف مع العبدلي وان سلوك كل من مقداد الماجري وطارق الكحلاوي هو المرفوض واضاف هنانة قائلا:» ما قدمه العبدلي يدخل في خانة الكوميديا السوداء ومن حق كل من انزعج من تصرفاته ان يعبر عن رأيه لكن ليس عن طريق المحاسبة ورفع القضايا». محمد على النهدي:  «ما أتاه العبدلي ليس بتلك الخطورة» من جهته رأى محمد علي النهدي انه ضدّ كل من يقول ان ماهو مسموح على خشبة المسرح مسموح في التفلزة مؤكدا ان لكل مقام مقال، كما بيّن انه وقع تهويل ما جاء في حصة التاسعة مساء ومنحها اكثر من حجمها بكثير لأن ما أتاه العبدلي وما جاء على لسانه ليس بالخطورة التي تستحق كل هذا الاهتمام وكل الضجة الاعلامية التي رافقتها، في المقابل ذكر دالي النهدي انه يرفض مقاضاة الفنان من أجل نقده لسياسي او تهكمه عليه وان يحاكم بتهمة حرية التعبير.

سناء الماجري